بيان بشأن تزايد أعمال الاغتيالات وضربات الطائرات الامريكية

نشر بتاريخ: خميس, 24/04/2014 - 12:00ص

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسّكُمْ النَّار وَمَا لَكُمْ مِنْ دُون اللَّه مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ)، والقائل: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) صدق الله العظيم.

تابعنا في رابطة علماء اليمن الأحداث الجارية والمتلاحقة خلال الأيام القليلة الماضية والتي سفكت فيها دماء العشرات من المواطنين اليمنيين في مختلف محافظات الجمهورية، وأهمها ما حصل من عمليات اغتيال جبانة لأربعة من ضباط الأمن في العاصمة صنعاء، وما حصل من اعتداء بالضربات الجوية للطائرات الأمريكية بدون طيار في محافظات عدة حصدت أرواح أكثر من خمسين مواطناً يمنياً.

إن علماء اليمن وهم يعلنون ويصرحون دوماً بإدانتهم واستنكارهم لكل هذه الجرائم المتكررة والاعتداءات المستمرة، ليؤكدون رفضهم وإدانتهم لسياسة الاغتيالات التي لازالت تنفذ بحق اليمنيين من أكاديميين وخبراء وضباط في الشوارع والطرقات العامة، يقول الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)، ولقوله تعالى: (وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ)، كما يؤكدون إدانتهم لانتهاك السيادة الوطنية وضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار، ورفضهم القاطع لأية اتفاقات تبرمها أو أبرمتها الدولة أو الحكومة اليمنية مع أي دولة أجنبية لقتل اليمنيين بمجرد التهمة، والله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ).

إننا في رابطة علماء اليمن ونحن نشاهد ونلمس إهمال وتقصير وعجز أجهزة الدولة المختصة في ضبط الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات الأساسية للناس تخفيفاً لمعاناتهم وهمومهم الكثيرة، كخدمات الماء والكهرباء والمشتقات النفطية، وكذا الصمت تجاه توقف عمل القضاء وعدم السعي لرفع إضراب القضاة وعودتهم للعمل، لنتوجه إلى كل مسئول في الدولة -على اختلاف مناصبهم ومؤسساتهم المدنية والعسكرية- بالنصيحة البالغة كما أمرنا الله عز وجل، بأن يحكموا عقولهم وضمائرهم، ويؤدوا مهامهم وفقاً للمسؤولية الدينية والوطنية الملقاة على عواتقهم في سبيل إيقاف نزيف الدم اليمني، واستعادة ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة المختلفة، امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته"، وقوله صلى الله عليه وآله: "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه".

جنب الله بلادنا كل شر ومكروه، وحفظ أرواح ودماء وأموال شعبنا من كل فاسد وعابث، مصداقاً لقوله سبحانه: (وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) صدق الله العظيم.

صادر عن رابطة علماء اليمن
الأربعاء 23 جمادى الآخرة 1435هـ
الموافق 23 ابريل 2014م صنعاء