بيان رابطة علماء اليمن بشأن الاعتداء على المعتصمين سلمياً في شارع المطار

نشر بتاريخ: اثنين, 08/09/2014 - 12:00ص

بسم الله الرحمن الرحيم القائل (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ(، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين وبعد:

فقد تابعت رابطة علماء اليمن ما أقدمت عليه سلطة الفساد يوم أمس من عدوان سافر وقمع للمتظاهرين السلميين والثوار المعتصمين في شارع المطار، باستخدام قنابل الغاز السامة (أمريكية الصنع) والرصاص الحي، ما أدى  إلى سقوط شهيدين وعشرات الجرحى.

وأمام هذا العدوان الهمجي الإجرامي على متظاهرين سلميين يمارسون حقوقهم المكفولة شرعاً ودستورا وقانونا؛ فإن رابطة علماء اليمن تدين وتستنكر ما حدث يوم أمس من قبل السلطة الفاسدة، ممثلة بوزير داخليتها، والتي نحملها كامل المسؤولية عن الأرواح التي أزهقت والدماء التي سفكت، ونطالبها بتقديم الجناة (المحرضين والمعتدين) للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع وفقاً للشرع والقانون، وعدم السماح بتكرار مثل هذه الاعتداءات والأعمال القمعية.

فما تمارسه قوات الأمن من أعمال قمع واستخدام مفرط للقوة تجاه المتظاهرين والمعتصمين سلمياً، دليل واضح على رغبة مراكز الفساد داخل السلطة في مواجهة الشعب وإغراق البلاد بالفوضى وجرها إلى أتون الصراعات والحروب.

إن رابطة علماء اليمن تدعو السلطة إلى سرعة الاستجابة للمطالب  الشعبية المحقة والعادلة، وترك الكبرياء والعنجهية، والسماع لصوت الشعب قبل فوات الأوان وتفاقم الأمور.

كما تنصح السلطة بعدم الإستقواء على شعبها بالقوى الخارجية التي لا تهمها غير مصالحها وتدعو أبناء القوات المسلحة والأمن الشرفاء  الى الوقوف بجانب الشعب وعدم الانصياع لتوجيهات وأوامر حفنة من الفاسدين الذين يخدمون أجندات حزبية ومصالح شخصية.

كما تؤكد الرابطة على موقفها الثابت من رفض تدخل القوى الخارجية في شؤون اليمن، والذي يسهم في تأخير الحل وتفاقم المشكلة وتعقيدها، وتؤكد بأن التدخل الخارجي  لن يزيد الشعب إلا إصرارا على تحقيق مطالبه.

نحيي كل الثوار الأحرار بمختلف التوجهات على هذا الصبر العظيم والثبات المنقطع النظير في ساحات العزة الكرامة ونقول لهم مزيدا من الصبر والثبات والحفاظ على سلميتكم فإن الله ناصركم بصبركم وعزيمتكم وليكن هدفكم في خروجكم هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة للمظلوم والأخذ على يد الظالم.. كتب الله أجوركم وضاعف ثوابكم وكلل ثورتكم المباركة بالنصر والظفر، وصدق الله العظيم القائل: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز).
نسأل الله للشهداء المغفرة والخلود في جنته الواسعة، والشفاء العاجل للجرحى، والنصر القريب لكل مظلوم.

صادر عن رابطة علماء اليمن
الأحد 13 / ذو القعدة / 1435هـــ
الموافق 8/ 9/ 2014م