رابطة علماء اليمن تقيم ندوة بعنوان :- مسؤولية الأمة تجاه المقدسات الإسلامية

نشر بتاريخ: خميس, 16/07/2020 - 6:40م

 

ناقشت ندوة نظمتها رابطة علماء اليمن على قاعة المركز الثقافي بصنعاء اليوم مسؤولية الامه تجاه المقدسات الإسلامية بمشاركة عدد من المسؤولين والمختصين والعلماء. 

 

وفي الندوة اشاد عضو المجلس السياسي الأعلى احمد غالب الرهوي بتنظيم الندوة التي تنطلق من حقائق تاريخية لتسليط الضوء على المقدسات الإسلامية والقضايا التي تهم الامه العربية والإسلامية ومنها القضية الفلسطينية محور المقاومة والصراع والاستقرار وعدم الاستقرار في المنطقة. 
ولفت الى العلاقة الوطيده بين أمريكا وإسرائيل واذنابهما و ما يحدث في المنطقة العربية من مؤامرات وصراعات وانقسامات وتصدعات,  مشيرا الى ما يتعرض له اليمن من عدوان سافر تقوده السعودية والإمارات أدوات أمريكا وإسرائيل في المنطقة.

وعبر عن أسفه للحال التي وصلت له الامه العربية والإسلامية من ضياع ومهانه جراء الخضوع للاعداء وتوليهم.
وقال" كان الناس في الماضي يهتفون بشعارات ضد أمريكا وإسرائيل والامبرياليه والرأسماليه وانهم اعداء الامه لكن ما يحدث الان هو العكس".
 
وتطرق عضو المجلس السياسي الأعلى الى الأطماع الصهيونية الأمريكية تجاه بلدان المنطقة وخاصة اليمن الذي يتميز بمواقعه الإستراتيجية وثرواته المتعددة , وسعيهما للسيطرة على منافذه الهامة عملا بمقولة الصهيوني هرتزل " من وضع قدما على سقطرى امتلك مفاتيح المحيطات الستة ".

واوضح ان اليمن يعد من اهم اقتصاديات العالم بشهادة القران الكريم والأحاديث النبوية التي دلت في كثير من المواضع على ان هذا البلد طيب وغني وشعبه أصيل وشديد الباس وهذا ما جعله عرضه للاطماع على مر التاريخ.

واكد ان قوه اليمنيين تكمن في توحدهم شمالا وجنوبا شرقا وغربا و وتمسكهم بكتاب الله عز وجل حتى يتمكنوا من النصر على اعدائهم ,  منوها  بما يسطره المجاهدون من أبطال الجيش واللجان الشعبية من انتصارات عظيمة  في كل الجبهات ضد العدوان ومرتزقته.


من جانبه اكد مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين ان ما تتعرض له المقدسات الإسلامية من تهويد وطمس للهوية يوجب على الجميع ان يقوموا بمسولياتهم في مواجهة الطغيان والفساد والمستكبرين وحماية تلك المقدسات من دنس اليهود والنصارى ومن والاهم.

وقال" الكثير تنصلوا عن المسوليه تجاه القضية الفلسطينية,  وتكتشف في وقتنا الحالي الكثير من الحقائق وظهرت حالات عديدة من النفاق والعماله والمسارعه الى التطبيع مع العدو,  في الوقت الذي سجلت فيه مواقف ايمانيه مشرفه رافضة لموالاه اعداء الله ورسوله ومدافعه عن كرامة الامه ورموزها ومقدساتها".
واعتبر ان ما يقوم به ال سعود من  عدوان غاشم على اليمن وتغذيه الصراعات في بلاد الصراعات وموالاه أمريكا وإسرائيل من خلال تنفيذ مخططاتهما في المنطقة , يتنافى مع مبادئ الإسلام دين السلام والعزه والقوه والتضحية .

وشدد مفتي الديار اليمنية على ضرورة تحرك الجميع وفي مقدمتهم العلماء لاحياء ضمير الامه واستعادة قضاياها,  معتبرا السكوت عن ذلك خيانة لله ورسوله والمبادئ التي قام عليها الأنبياء والصالحين.


وقدمت في الندوة ورقتي عمل الأولى بعنوان "مصداقية ان فلسطين قضية الامه الاولى و المركزية " تناول فيها الأستاذ العلامة طه الحاضري الأهمية التاريخية والحضارية للقضية الفلسطينية من خلال محورين الأول حول كيفية  نشأة الكيان الصهيوني ولماذا ؟  مشيرا الى الخلفية التاريخية لنشاه هذا الكيان وزرعه في قلب الامه العربية و الاسلاميه ووظيفته وأهدافه .

وتطرقت الورقة الى المحطات التاريخية الفارقة في قضية فلسطين منذ مؤتمر بازل السويسري عام 1897 الذي دعا فيه هرتزل لمناقشه العمل على اقامه وطن قومي لليهود واختيار فلسطين ارضا لهم , وتم خلاله التأكيد على ضرورة العمل على جعل المنطقة العربية في حالة تفكك وتمزق وصراع مستمر .
ولفتت الورقة الى الدور الغربي وبالأخص بريطانيا كقوه استعماريه في احتلال الصهاينة لفلسطين انطلاقا من وعد بلفور المشئوم عام 1917 بانشاء وطن قومي لليهود في فلسطين ,  ومساهمه دويلات وانظمه عربية كالسعودية والامارات خاضعة لقوى الاستكبار العالمي في شرعنه اقامه دولة صهيونية على ارض فلسطين وتنفيذ اجنداتها ومخططاتها في المنطقة.  

المحور الثاني للورقه سلط الضوء على مواقف الدول العربيه التاريخية تجاه فلسطين,  مستعرضا قرارات القمم العربيه حول مشكلة فلسطين و اختلاف مواقف الدول العربيه كالسعودية والامارات التي غلب عليها الطابع  الانهزامي و انحراف عن الخط الديني والقومي وتخلي واضح عن القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني.
واشار الدكتور الحضراني في ورقته الى ان الكيان الصهيوني كيان ليس له حدود ولا وجود وانه كيان توسعي على حساب اصحاب الأرض الأصليين من ابناء الشعب الفلسطيني وان تواجده في هذا المكان  ياتي في ظل مساندة دويلات مصطنعة في المنطقة كالسعودية والامارات التي عملت على خدمة أهداف الكيان.

عتبر الأمم المتحدة وسيلة من وسائل تحقيق سياسة الدول الاستكباريه فهي من شرعنت اقامه دوله صهيون من خلال خطوات تدريجيه تمثلت في قرار الانتداب البريطاني على فلسطين وقرار التسليم وصولا الى قيام دولة إسرائيل والاعتراف بها والدفاع عنها وحمايتها من المساءلة على جرائمها.
 مؤكدا ان تلك الحقائق والمعطيات تعطي نتيجة واحدة هي انه لا يمكن السلام مع الكيان الصهيوني لانه كيان غير طبيعي وعنصري ولايقبل باحد الا اذا كان ذلك في خدمته او يتبنى مصالحه.


فيما تطرق الدكتور حمود الاهنومي في الورقة الثانية الى واجب الامه نحو المقدسات الإسلاميه وعلى رأسها  المسجد الحرام والمسجد الأقصى اللذان يرزحان تحت نير طغاة ال سعود وال صهيون. 

واكدت الورقة ان الامه تضطلع بواجب كبير في حماية المقدسات الإسلامية واستعادتها من خلال التصحيح الثقافي لجذور التطبيع في التراث الاسلامي ومواجهة التطبيع وتحرير تلك المقدسات من الهيمنة الكفريه والاحتلال الصهيوني وان تكون تحت ولاية المتقين وأولياء الله.
الدكتور الاهنومي استعرض في ورقته الدور السعودي في تنفيذ مخططات بريطانيا و مساهمة بن سعود في احتلال الصهاينة لفلسطين والجرائم المروعه التي ارتكبها النظام السعودي في سبيل ذلك ومنها مذبحة الحجاج اليمنيين في تنومه قبل مائة عام وصولا الى الجرائم التي يرتكبها حاليا في العدوان على اليمن. 


وخرجت الندوة بجمله من التوصيات أبرزها التأكيد على ان المسوليه تجاه المقدسات الاسلاميه عامة وليست خاصة وان تكون الشعوب الاسلاميه أكثر وعيا وتحملا للمسؤولية تجاه الاستهداف اليهودي للمسجد الأقصى التوظيف السعودي للحرمين الشريفين.
وجدد البيان رفض رابطة علماء اليمن وتحريمها المطلق لاي تقارب مع الكيان الصهيوني الغاصب واعتبار التقارب معه خيانة كبرى,  وتاكيدها على اهميه الصدع بكلمة الحق من قبل العلماء والأطباء والمرشدين بما تتعرض له الامه ومقدساتها من استهداف ممنهج من اليهود واوليائهم ال سعود وأولاد زايد.
وأدانت الرابطة المجازر الوحشية التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي في محافظتي حجه والجوف بحق الابرياء من النساء والأطفال,  داعيه ابناء الشعب اليمني الى النفير العام ورفد الجبهات بالرجال والعتاد للدفاع عن الوطن وأهله.
واكدت الرابطة ان رد وردع الجيش واللجان الشعبية وفي مقدمتها القوه الصاروخيه حق مشروع وواجب ديني للدفاع حتى وقف العدوان وكف الحصار.
كما اكد البيان ان العدوان على اليمن والعراق وسوريا والتامر على لبنان وإيران وليبيا وجميع الدول العربيه والإسلامية ياتي ضمن مشروع ومخطط أمريكي بريطاني صهيوني مدروس تموله دول البترول في الخليج ويروج له علماء السوء بفتاواهم وبياناتهم التي تذكي نار الفتنة بين المسلمين.وخرجت الندوة بجملة من التوصيات وفيما يلي نص البيان:-

 

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان ندوة (مسؤولية الأمة تجاه المقدسات الإسلامية)

الحمد لله القائل: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾، والقائل: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ والقائل: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾.

والصلاة والسلام على رسول الله القائل: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم ، حتى يأتيهم أمر الله عز وجل وهم كذلك . قالوا: يا رسول الله، وأين هم؟ قال : ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس» صلوات الله وسلامه عليه وعلى الطيبين الأطهار ورضي الله عن الصحابة الصادقين الأخيار من المهاجرين والأنصار.

وبعد

فإن الأمة الإسلامية هي خير أمة أخرجت للناس لتقوم بمسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة العدل والقضاء على الظلم ومواجهة الطغيان والفساد والمستكبرين في الأرض وإنقاذ البشرية من تسلط الجبابرة على رقاب المستضعفين واليوم تعظم مسؤولية الأمة تجاه قضاياها ومقدساتها أكثر من أي وقت مضى.

 وأمام ما تتعرض له المقدسات الإسلامية من تهويد على مستوى القدس الشريف و من استهداف وتوظيف مذهبي وسياسي على مستوى الحرمين الشريفين أقامت رابطة علماء اليمن ندوة بعنوان : مسؤولية الأمة تجاه المقدسات الإسلامية والتي تزامن الإعداد لها مع ارتكاب تحالف العدوان لمجازر وحشية ودموية بحق أبناء الشعب اليمني بمنطقة المساعفة في حزم الجوف والتي قصفت فيها طائرات أمريكا الأطفال والنساء وحولتهم إلى أشلاء في جريمة لم يفصل بينها وبين جريمة وشحة بمحافظة حجة إلا أيام وقد خرجت الندوة بالبيان التالي:

  1. تؤكد رابطة علماء اليمن على أن المسؤولية تجاه المقدسات الإسلامية هي مسؤولية عامة تعني الأمة الإسلامية قاطبة وليست خاصة بالأنظمة أو النخب السياسية وأن على الشعوب الإسلامية أن تكون أكثر وعيا وتحملا للمسؤولية تجاه الاستهداف اليهودي للمسجد الأقصى والتوظيف السعودي للحرمين الشريفين. وما يقوم به النظام السعودي من صد عن الحرمين لكل من خالفه في سياسته وفي أجندته المسخرة لخدمة الصهاينة والأمريكان.
  2. تجدد الرابطة رفضها وتحريمها المطلق لأي تقارب أو تطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب وتعتبر التقارب أو التطبيع معه خيانة كبرى وعارا تاريخيا سيبوء بإثمه وخزيه كل المنافقين المسارعين في مودة أعداء الأمة من اليهود والنصارى.
  3. تدعوا الرابطة علماء الأمة الإسلامية إلى القيام بدورهم في تبليغ رسالات الله وإعلاء كلمته والتوعية الجهادية ضد أئمة الكفر وكل المستكبرين والطغاة والمفسدين في الأرض ولاسيما الإفساد اليهودي الأمريكي والسعودي الإماراتي.
  4. تؤكد الرابطة على أهمية وأثر الصدع بكلمة الحق من قبل العلماء والخطباء والمرشدين أمام ما تتعرض له الأمة ومقدساتها من استهداف ممنهج من قبل اليهود وأولياءهم أمراء آل سعود وأولاد زايد الذين تشهد الأيام والمواقف على نفاقهم و خيانتهم لله ورسوله والمؤمنين والمقدسات مما يوجب التحرك الإسلامي الجاد والمسئول من كل علماء الأمة لإيقافهم عند حدهم.
  5. تعتبر الرابطة نصرة القضية الفلسطينية ومناصرة الشعب الفلسطيني ودعم حركات الجهاد والمقاومة واجبا شرعيا ومسؤولية دينية على كل المسلمين شعوبا وحكومات ونخبا.
  6. تستنكر الرابطة تلك الكتابات المشبوهة والمسيئة إلى رسول الله والتي يتبناها كتاب سعوديون وخليجيون وتنشر في صحف إسرائيلية تحت عنوان: المساهمة في تحسين صورة النبي محمد في عيون الجمهور الإسرائيلي وتعتبر مثل هذه الكتابات خطوات تطبيعية تسيء إلى رسول الله وإلى الرسالة الإلهية ومناقضة محكمات القرآن وثوابت الإسلام التي تحرم التولي لليهود والنصارى.
  7. تدين الرابطة المجازر الوحشية والمروعة التي أقدم عليها تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي هذا الأسبوع في محافظة حجة ويوم أمس بمحافظة الجوف بحق الأبرياء من النساء والأطفال والتي قتل فيها العشرات من الأطفال والنساء ظلما وعدوانا واستهانة بحرمة الدم اليمني المسلم
  8. تدعوا الرابطة الشعب اليمني الأبي وفي طليعته القبائل الوفية إلى المزيد من النفير إلى الجبهات ورفدها بقوافل الرجال والكرم لتأديب المعتدين ودحر الغزاة المجرمين وتطهير بلدتهم الطيبة من شر المرتزقة وإفسادهم وظلمهم.
  9. تؤكد الرابطة على أن رد وردع الجيش اليمني وااللجان الشعبية وفي مقدمتهم القوة الصاروخية حق مشروع بل واجب شرعي وديني حتى يوقف تحالف العدوان عدوانه و يكف عن حصاره وظلمه للشعب اليمني.

أخيراً: تؤكد الرابطة على أن العدوان على اليمن والعراق وسوريا والتآمر على لبنان وإيران وليبيا وجميع الدول العربية و الإسلامية يأتي ضمن مشروع ومخطط  أمريكي بريطاني صهيوني مدروس تموله دول البترودولار الخليجي ويروج له علماء السوء بفتاواهم وبياناتهم التي تذكي نار الفتنة بين المسلمين.

نسأل الله تعالى أن يحمي مقدسات الأمة والمسجد الأقصى من شر اليهود والمنافقين وأن يعجل بنصره وفرجه لإخواننا في فلسطين وأن يجعل كيد الكائدين ومكر الماكرين بالأمة في ضلال وتباب وأن ينتقم من قتلة الأطفال والنساء وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى ويفك الأسرى وأن ينصر شعبنا وكل شعوب أمتنا المظلومة إنه على ما يشاء قدير والإجابة جير وهو نعم المولى ونعم المولى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صادر عن ندوة: (مسؤولية الأمة تجاه المقدسات الإسلامية)
 التي أقامتها رابطة علماء اليمن يوم الخميس بتاريخ 25- ذو القعدة  1441هــ
الموافق 15 – 7 – 2020م