بيان رابطة علماء اليمن بمناسبة قدوم شهر رمضان

نشر بتاريخ: خميس, 23/04/2020 - 7:20م

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله القائل : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. والقائل عز وجل: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾.

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله القائل: «الصوم جنة يجتن بها عبدي من النار، والصوم لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشهوته من أجلي، والذي نفسي بيده، لخلوف فم الصائم عند الله يوم القيامة أطيب من ريح المسك».

وبعد

تبارك رابطة علماء اليمن للشعب اليمني والأمة الإسلامية قدوم شهر الله شهر رمضان آملة من الله تعالى أن يدخله على يمننا وأمتنا بسلام وإسلام، وأمن وإيمان،  وأن يعين الجميع فيه على الصلاة والصيام، وتلاوة القرآن وجهاد قوى الطغيان وتحالف العدوان، وأمام هذا القدوم المبارك لشهر الخيرات والبركات والنفحات تؤكد الرابطة على التالي:-

أهمية استقبال شهر رمضان بالتوبة النصوح إلى الله والإنابة الصادقة إليه، وإصلاح العلاقة معه وتخليص الذمة من حقوق المخلوقين، وإعادة الحقوق إلى أهلها والبعد عن الهوى والكبر والغفلة والفساد والمال الحرام.

والسعي الجاد والصادق في شهر رمضان للتزود بزاد التقوى لأن الحكمة والمقصد الإلهي من تشريع فريضة الصيام هو (التقوى) قال تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون﴾.

--'الحرص الكبير والمسؤول من قبل كافة المسلمين والمسلمات على تدبر القرآن في هذا الشهر والاستفادة منه فيما يصحح العلاقة مع الله تعالى ,ويردم الفجوة بين المسلمين وبين هدي الآيات القرآنية وبصائرها التي هي الشفاء من داء الجهل والتعصب والعمى قال تعالى ﴿قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ﴾.

--'تعزيز الانتماء والهُوية الإيمانية باغتنام نفحات الشهر الكريم وبركات أوقاته ومقاطعة الوسائل الإعلامية التي تسعى جاهدة إلى أن ينسلخ المؤمنون من هُويتهم ويميلوا مع الشهوات ميلا عظيما ﴿وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا﴾.

---الاستفادة من مناسبات شهر رمضان الجهادية كمحطات توعوية وتعبوية تسهم في تعزيز الوعي المقاوم ومواجهة الطغاة ودول الكفر والاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل.

---الدعوة إلى الدراسة الواعية والبحث العلمي والتاريخي في ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام للخروج بنتائج عملية تسهم في معالجة ومواجهة ثقافة خوارج اليوم "الدواعش" المتوحشين المتبنين لفتاوى وقوالب خوارج الأمس الفكرية والتكفيرية التي أورثث الأمة ذلا وفرقة وشتاتا وأطمعت دول الاستكبار في التدخل والهيمنة.

---الدعوة لتعزيز قيم التكافل الاجتماعي وتعزيز الروابط الاجتماعية من خلال مواساة الفقراء والمساكين والإحسان إلى أسر الشهداء والجرحى والمرابطين والنازحين وإكرامهم، فشهر رمضان شهر المواساة وصلة الأرحام والعطاء السخي ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾.

---تدعوا الرابطة التجار والأغنياء وكل من تجب عليهم الزكاة من المسلمين والمسلمات إلى إخراج الزكاة كاملة غير منقوصة بطيب نفس إلى هيئة الزكاة وتحث الهيئة على صرفها في مصارفها الشرعية بأمانة ومسؤولية ويسر.

كما تدعو الى البعد والحذر عن كل مظاهر التبذير والإسراف والترف والبذخ في الشهر الكريم وغيره والحرص على التوسط في الإنفاق والتزام مبدأ الترشيد.

---تحمل الرابطة حكومة الإنقاذ المسؤولية الدينية والوطنية في الرقابة الصارمة على التجار وأسعار السلع الغذائية في شهر رمضان والقيام بواجبها تجاه الاختلالات الإدارية وضعف الأداء ومواجهة الفساد وتصحيح الاختلالات وتقديم من ثبت فساده للمساءلة والمحاكمة العادلة.

 

--- تدعو الرابطة النظامين السعودي والإماراتي لمراجعة حساباتهما في هذا الشهر  الكريم وتصحيح مواقفهما العدائية وإيقاف العدوان على اليمن ورفع الحصار والقبول بالرؤية الوطنية للحل الشامل والعادل قبل فوات الأوان.

كما تدعو المغرر بهم للاستفادة من تمديد قرار العفو والعودة إلى حضن الوطن ولاسيما  في هذا الشهر الكريم بما يمثله من فرصة سانحة للمراجعة و التوبة وتغيير النفوس، وكذلك الاستفادة من الدعوة للمصالحة الوطنية، وشهر رمضان يمثل محطة إيمانية للتصالح والتسامح وتطهير القلوب وتقبل الحق وتصحيح الأخطاء ومسح عار الخيانة والعمالة والارتماء في أحضان قرن الشيطان وأولياءه.

تنبه الرابطة ذوي العقول السليمة الى وجوب أخذ الدرس والعبرة من وباء كورونا الذي جعل العالم يسجن نفسه بنفسه ويقف حائراً ومحاصراً ومرعوباً متوقفاً عن الحركة وأصيب بسببه اقتصادهم بالشلل وتحول هذا الوباء إلى رسالة إلهية تأديبية لدول الاستكبار والطغيان لمراجعة مشاريعها التدميرية والتضليلية ومخططاتها الإفسادية والتي سعت لتوظيف هذا الوباء لمصالحها السياسية والاقتصادية فأبى الله إلا أن يكون جنديا من جنوده لتأديب أمريكا خاصة والعالم عامة لعلهم يتذكرون و يرجعون إلى الله قال تعالى ﴿أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ وقال تعالى ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.

تدعو الرابطة للاستفادة من هطول الأمطار التي أنعم الله بها على يمننا وتخص بالدعوة وزارة الزراعة والمزارعين كافةً لاستغلال هذا الموسم الاستغلال الأمثل بما يعزز الاكتفاء الذاتي، فالخير بإذن الله قادم والفرج آتٍ.

نسأل الله تعالى أن يهل علينا هلال شهر رمضان بالرحمة والغفران والعتق من النيران والفوز بفراديس الجنان وأن يمن على يمن الإيمان بالنصر على قرن الشيطان وأولياءه من الصهاينة والأمريكان

صادر عن رابطة اليمن

30   - شعبان – 1441هـــ

الموافق   23-    4- 2020م