بيان رابطة علماء اليمن بشأن التطاول على خاتم الانبياء والمرسلين

الحمد لله القائل {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)}.
والصلاة والسلام على أفضل المرسلين وإمام النبيين وخير الخلق أجمعين الرسول الرؤوف الرحيم المرسل رحمة وهداية للناس جميعا النبي محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله الأطهار ورضي الله عن صحبه الأخيار.. وبعد:
فإن رابطة علماء اليمن تدين بأشد العبارات وأبلغ الكلمات ما قامت به الصحيفة الفرنسية(تشارلي ابدو) من تطاول وإساءة بحق الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله معتبرة ذلك جريمة كبيرة وانتهاكا خطيرا بحق المقدسات والمعتقدات التي يؤمن بها المسلمون في العالم، وتعد اساءة بالغة لكل الديانات السماوية وتطاول على كل الأنبياء والرسل عليهم السلام بلا استثناء وامتهان لقدسية الإنسانية والكرامة البشرية التي مثلها الرسول الأكرم أسمى تمثيل.
إن الرابطة تحمل الحكومة الفرنسية تبعات هذا التطاول على مقام رسول السلام ونبي الرحمة ومخرج الأنام من الظلمات إلى النور داعية الحكومة الفرنسية إلى الاعتذار عن تلك الاعمال المشينة والمهينة لكل القيم والمبادئ القانونية التي تغنى بها الفرنسيون انفسهم طوال الفترة الماضية وعدم القفز عليها بتبريرات هزيلة تخدم الاجندة الصهيونية الهادفة لإثارة النعرات والحروب في العالم على حساب سمعة وتاريخ النظام والدولة والشعب، ومنع وايقاف اية انتهاكات جديدة للمقدسات والمعتقدات الاسلامية وفي مقدمتها الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وتقديم من يتطاول عليها او يسيء اليها إلى المحاكمة لينال جزاءه الرادع.
إن رابطة علماء اليمن لتؤكد في هذا السياق ادانتها واستنكارها للعمل الارهابي الغادر الذي تعرضت له ذات الصحيفة بالعاصمة الفرنسية باريس قبل عدة ايام، مؤكدة بأن الدوائر الاستخباراتية الصهيونية هي من تقف وراءه بهدف تشويه صورة الاسلام والمسلمين وخلق تعاطف الفرنسيين واستجرار قرارهم السياسي لمصلحة الكيان الصهيوني ومخططاته العنصرية والاستحواذية في المنطقة العربية على حساب الشعب الفلسطيني المسلم وحقه المشروع في اقامة دولة ذات سيادة، وهو ما تقف ضده وترفضه بقوة دولة الاحتلال "الاسرائيلية".
وتشير الرابطة انه من خلال متابعتها لسلسلة الإساءات المتكررة خلال السنوات المتقاربة يتضح انها إساءات متعمدة وممنهجة وليس ظهورها سوى خطوة من خطوات المخطط الصهيوامريكي الذي يراد من خلاله استخدام أوروبا كرافعة وواجهة في الحرب على المسلمين في المنطقة للسيطرة على قراراتهم المصيرية والاستحواذ على ثرواتهم الطبيعية في لعبة قذرة ومخطط ينذر بسقوط كل القيم والمبادئ الانسانية ونهاية العالم.
أخيرا: تدعو الرابطة الحكومة اليمنية وكل الحكومات العربية والإسلامية للوقوف المشرف أمام التطاولات المتكررة والممنهجة واتخاذ خطوات متقدمة وإجراءات حاسمة وملموسة تكفل ايقاف كل المتطاولين عند حدهم وتحول في المستقبل دون تكرار هكذا إساءات على رموز الإسلام ومقدساته وشعائر المعظمة.
كما تهيب الرابطة بكل العلماء والنخب المثقفة ووسائل الإعلام المختلفة القيام بدورهم الإنساني والإسلامي في إبراز عظمة الرسول محمد للعالم وتكشف الزيف والافتراء الذي يصوره الأعداء في شخصية الرسول العظيم.
صادر عن رابطة علماء اليمن
السبت 25 ربيع الاول 1436 ه جرية
الموافق 17 يناير 2015م