تقرير حول واقع التعليم في اليمن

نشر بتاريخ: ثلاثاء, 21/01/2020 - 10:38ص

يمر التعليم باليمن بأسوأ حالاته جراء العدوان والحصار على بلادنا منذ أكثر من اربع سنوات ، حيث تلاشت كل مظاهر الحياة وتمدد الخراب في كل القطاعات وأصابها الشلل التام. وبما أن مسيرة التعليم في هذا البلد الفقير كانت متدنية أصلا طيلة العقود الماضية فإن استمرار العدوان قد تدفعها إلى التوقف بشكل نهائي، وفق ما تشير إليه الإحصائيات والأرقام التي تتحدث عنها تقارير المنظمات المحلية والدولية أبرزها الدمار الذي طال المؤسسات التعليمية وتحويل عدد منها إلى مقرات للنازحين وأن الواقع الذي أفرزه العدوان بكل أبعاده وتعقيداته الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية أصبح وضعا طاردا للتعليم ،إضافة إلى ذلك فإن دول العدوان ومن يؤيدها من الداخل لا تفكر كثيرا في التعليم لأنه ليس ضمن أولوياتها على الأقل في الوقت الراهن وهناك جيل بأكمله يتم دفعه قسرا نحو الجهل، وحول دور المنظمات الدولية المهتمة في التعليم فأن كل الجهود التي بذلت حتى الآن لا ترقى إلى حجم المخاطر المحدقة بالتعليم ، فهناك تدخلات محدودة للغاية، وفرص مواجهة التحدي الخاص برواتب المعلمين تبدو معدومة حتى الآن. إغلاق المدارس وبحسب تقرير فريق الرصد والمتابعه التابع للائتلاف اليمني للتعليم للجميع والذي يشير الى تصاعد يومي في عدد المدارس التي تغلق ابوابها حيث بلغت عدد المدارس المغلقة او المدمرة حتى نهاية ابريل 2019 حوالي 1596مدرسة في عموم المحافظات وحرمان مليون وستمائة ألف طفل في سن التعليم من الالتحاق بالمدرسة. وذكر التقرير أن 78% من المدارس المغلقة تعرضت لأضرار كلية وجزئية نتيجةقصف دول العدوان، ولم يكن تأثير الدمار والقصف سواء الجوي او غيره الذي استهدف مؤسسات تعليمية ومدارس في معظم محافظات البلاد وحده على العملية التعليمية ، فالحرب الاقتصاديه أسفرت عن تصدعات واختلالات في كل مناحي الحياة ، وكان لذلك أيضا أثر بالغ على مسيرة التعليم وديمومتها. ويؤكد تقرير مركز الدراسات والإعلام التربوي أن انتشار الأمراض والأوبئة وارتفاع نسبة المخاطر في كثير من المدن وتردي الوضع المعيشي للأهالي أدى زياده في التسرب من التعليم ، واجمالا وصل عدد الأطفال المحرومين من التعليم إلى 3.1 مليون طفل.. مشيرا إلى أن العام الماضي سجل أعلى معدل في حوادث الاعتداء على المدارس أثناء الدوام الرسمي، حيث تم تسجيل 32 حالة اعتداء على المدارس في مختلف محافظات اليمن تنوعت بين القصف المدفعي والجوي، كما تم تسجيل 16 حادثة قتل لأطفال وهم في طريقهم إلى المدرسة. توقف مرتبات المعلمين ان توقف مرتبات المعلمين تعتبر كارثة الكوارث على سير العمليه التعليمية حيث توقفت مرتبات 70% من المعلمين منذ نحو عامين و كان له تأثيرا مباشرا على العملية التعليمية، حيث تلقى ما يقارب 4.5 مليون طفل 60 في المائة فقط من الساعات الدراسية كما أن هناك ظروف سيئة متعلقة بالنازحين داخل اليمن جراء العدوان والذين يقدر عددهم بحوالي اثنين مليون نازح بحسب الأمم المتحدة، حيث يشير تقرير مركز الدراسات إلى ارتفاع نسبة النزوح بين الطلاب والتي تزيد على 19% من إجمالي الطلاب البالغ عددهم 6 ملايين، بينما هناك واحد من كل اثنين من الطلاب النازحين أي النصف لم يتلق أي تعليم رغم بقاء الكثير منهم على قيد الدراسة. وان أكثر من 900 ألف طفل نزحوا مع أسرهم إلى مناطق أكثر أمنا داخل اليمن، وتلقى البعض منهم تعليمهم في مدارس بديلة أو في مراكز تعليمية تفتقد للحد الأدنى من مواصفات البيئة المدرسية، فيما آخرون لم يتمكنوا من مواصلة تعليمهم. . مشاكل اخرى أن الوضع التعليمي أسوأ مما يُنشر في تقارير المنظمات الدولية وان واقع الأطفال في اليمن أسوأ بكثير مما تصوره تقارير المنظمات الدولية، حيث تشير إلى أن أكثر من مليون طفل محرومون من التعليم، وهو عدد يضاف إلى 1.6 مليون طفل آخرين لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة أصلًا حصدت محافظتا تعز وحجة والحديده على أكبر نسبة من تدهور التعليم، حيث أن التعليم توقف تمامًا في مديريّتي عبس وحرض الحدوديّتين مع السعوديّة، فطيران التحالف قصف كلّ المدارس الحكومية والخاصة، وتوقف التعليم هناك بشكل كلّي منذ العام قبل الماضي. اضافه الى توقف التعليم في مديريات حيس والجراحي والتحيتا والدريهمي بمحافظة الحديده وهناك أيضًا أرقام تخص أبناء النازحين في اليمن، إذ يتضح أن: أكثر من 800 ألف طفل نزحوا مع أسرهم إلى مناطق أكثر أمنًا داخل البلاد، وتلقوا تعليمهم في مدارس بديلة أو في مراكز تعليمية تفتقد للحد الأدنى من مواصفات البيئة المدرسية أما التحول من المدارس الخاصة إلى الحكومية، فهو أمر مشهود إذ غادر في العام الدراسيّ 2017 اكثر من 90 ألف طالب من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية، من أصل 300 ألف طالب، وأغلقت قرابة 200 مدرسة خاصّة، من أصل 1050 مدرسة، ونتوقع أن تكون نسبة الطلاب الذين سيغادرون المدارس الخاصة إلى الحكومية بسبب تدهور الوضع المادي أعلى من الأعوام السابقة، ووحدهم أبناء العائلات الميسورة سيحافظون على مقاعدهم في المدارس الخاصة لأنهم يمتلكون المال . وهذا التحول تسبب في مشكلة اخرى حيث ان المدارس الحكومية مزدحمة من الأساس وهذا التحول جعلها غير قادره على استيعابهم وعلى تأدية دورها بالشكل المطلوب .. اللهم اهلك ال سعود ومن والاهم فقد بغو في الارض وعاثو فيها فساد