بيان رابطة علماء اليمن بشأن مجازر العدوان ومباركة عملية الطيران المسير في العمق السعودي

نشر بتاريخ: خميس, 16/05/2019 - 6:32م

الحمد لله القائل: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)والقائل: (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) 
والصلاة والسلام على رسول الله القائل: «مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ، حَتَّى يَدَعَهُ وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ» والقائل: (مَنْ آذَى مُسْلِمًا فَقَدْ آذَانِي , وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ» صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ورضي الله عن صحبه الأخيار الراشدين..وبعد
فقد تابعت رابطة علماء اليمن بألم وحزن بالغين الجرائم الوحشية والقصف الهستيري والاستهداف المباشر للأحياء السكنية المكتظة بالسكان من قبل دول تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي التي تمارس القتل وترتكب أبشع الجرائم والمجازر بحق الأطفال والنساء والمدنيين بدم بارد وعلى مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التي تواطأت ولا زالت بصمتها مع المعتدين طيلة خمس سنوات من العدوان الظالم.
إن قصف المدن والأحياء السكنية بالطائرات الحربية والصواريخ المحرمة دوليا  جريمة ضد الإنسانية وتعبير عن مدى الاستهتار والاستهانة بدماء الأبرياء من قبل عملاء أمريكا وأدواتها ولولا الدعم والضوء الأخضر الأمريكي لما تجرأ النظامان السعودي والإماراتي على إطلاق صاروخ واحد ضد الشعب اليمني فالحرب على الشعب اليمني حرب أمريكية إدارة وإشرافا وتسليحا وأهدافا
إن كل الجرائم الوحشية التي ترتكبها السعودية والإمارات بحق اليمنيين لتنادي كل أحرار الأمة الإسلامية والعالم وتستنهض هممهم وإيمانهم ومواقفهم الإنسانية وتخاطب قيمهم الإسلامية وتدعوهم لاتخاذ موقف ضد المجرم والمعتدي الذي تمادى في جرائمه وأوغل وتجاوز كل الحرمات والمحرمات بحق شعب الإيمان والحكمة الذي يتعرض للقتل والحصار وحرب إبادة طيلة خمس سنوات ويعتبر الموقف من العدوان على اليمن وما يجري في فلسطين وغيرها من الشعوب العربية والمسلمة ميزانا توزن به مواقف الأحرار من العبيد وموقف المؤمنين من المنافقين فمن يقف مع الشعب اليمني المُعتدى عليه والمحاصر في محنته ومظلوميته فهو يعبر عن إنسانيته وإسلامه ومن يتألم لآلام ومصاب اليمنيين وغيرهم من المستضعفين في العالم ويهتم بما نزل بهم من الطغاة الجائرين فإنه يبرهن على فطرته السوية و إسلامه الصحيح والصادق مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (مَنْ أَصْبَحَ لاَ يَهْتَمُّ بِأَمْرِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَمَنْ سَمِعَ مُسْلِماً يُنَادِي: يَا لَلْمُسْلِمِينَ، فَلَمْ يُجِبْهُ فَلَيْسَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ). 
وأمام استمرار تمادي وصلف ووحشية تحالف الإرهاب والعدوان وما يقوم به من قصف للمدن والقرى والأحياء السكنية ويمارسه من إجرام وإرهاب فإن علماء اليمن يباركون عملية الطيران المسير الذي استهدف الاقتصاد السعودي الذي تتغذى عليه أمريكا ويؤيدون كل الخيارات الرادعة المشروعة التي يمكن أن توقف العدوان وتردع المعتدي وتوقفه عند حده وتفرض عليه مراجعة حسابته والجنوح للسلام ويعتبرون خيارات الرد والردع  حقا مشروعا وخيارا مكفولا تقره الشريعة الإسلامية كتابا وسنة وكذلك القوانين الإنسانية قال تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ * الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).
وإن علماء اليمن ليستغربون الإدانة الصادرة من شيخ الأزهر الشريف لعملية الطيران المسير المشروعة للاقتصاد السعودي الذي يعتبر عصب الحياة للولايات المتحدة الأمريكية الداعمة الرئيسية لإسرائيل وكان الأحرى بالأزهر بأن يدين قتل الأطفال والنساء وأن يقوم بدوره ويدعو إلى حقن الدماء والإصلاح بين الناس وكان المفترض منه تحريم تطبيع النظام المصري مع الكيان الصهيوني الغاصب وكل أنظمة التطبيع عملا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم. 
إن علماء اليمن يدعون الشعب اليمني إلى التوكل على الله والثقة الكاملة به وبنصره فهو نعم المولى ونعم المصير كما يحثون على المزيد من الأعداد ورفد الجبهات بالرجال وقوافل الكرم لا سيما وثواب الجهاد والإنفاق في سبيل الله في هذا الشهر مضاعف فهذا شهر الفرقان والفتح وشهر السخاء والبذل.نسأل الله تعالى أن يتقبل الشهداء وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل وأن ينصر المجاهدين من أبناء الجيش واللجان الشعبية المدافعين عن اليمن وأن يعجل بالهزيمة والخزي لآل سعود ونهيان والأمريكان وأذنابهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

صادر عن رابطة علماء اليمن

بتاريخ 11- رمضان – 1440هـــ

الموافق 16 – 5- 2019م