استهداف مقامات وأضرحة الصالحين من قبل العدوان السعودي ومرتزقته التكفيريين

نشر بتاريخ: أحد, 02/09/2018 - 5:06م

إن جرائم العدو السعودي الأمريكي بحق التراث الصوفي في اليمن لم تعد خافية على أحد بل إنها أصبحت عملا منظما واستهدافا ممنهجا تولى كبرها النظام الوهابي ومرتزقته التكفيريون حيث أصبحت أضرحة الأولياء ومقامات الصالحين عرضة للتفجير والتدمير والنسف وجاء ذلك تزامناً مع العدوان العسكري على اليمن في حين ظن البعض من أتباع التصوف الإسلامي أنهم بمنأى عن هذا العدوان كما ظنوا أن الحياد وعدم التصدي له سيجعلهم بعيدين عن الصراع ومستثنين من الاستهداف فحدث ما لم يكن متوقعا فالعدو الذي يدعي إعادة شرعية كاذبة يدمر الحضارة الاسلامية والإنسانية وفق الأيدلوجيات التي قامت عليها سلطته الدينية وجناحها الوهابي التكفيري في معاداة أولياء الله الصالحين والدعوة إلى إزالة الأضرحة والقباب التي بناها الأوائل احتراما لهم وإقراراً بفضلهم وعلمهم وحسن بلائهم في هداية الأمة.

وعندما كان اليمنيون يشاهدون ما فعلت ما تسمى بالدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا من استهداف للآثار العربية والإسلامية وكل ما يتعلق بحضارة العرب والمسلمين لم يتصوروا أن مثل هذا سيحل في دارهم وسيتكرر في بلدهم حتى توغل العدو السعودي ومرتزقته في اليمن وبدأو بحملتهم الظالمة على الموروث الحضاري لليمن  ومنه مقامات وأضرحة الصالحين وأربطتهم ومدارسهم ومساجدهم فتم نسف وتدمير وتفجير العديد من هذه المقامات والأضرحة الصوفية على يد معاول الحقد الوهابي بل إن عدداً منها تعرض لقصف مباشر من طيرانه يفعل ذلك كلما دخل بلداً أو سيطر على قرية أو مدينة وهذا يدل وبوضوح أن الجميع مستهدف في هذا البلد وليس طائفة دون أخرى فالعدو يدمر التاريخ والحاضر والمستقبل ويعادي يمن الإيمان بكل تفاصيله وعناوينه ويحاول جاهداً في نزع هويته وفصله عن تاريخ آبائه مدد الإسلام وأنصار الرسول صلى الله عليه وآله.

وعليه فإننا في هذه العجالة سنستعرض جزءاً من هذا العدوان على التراث الإسلامي الصوفي ونوضح بعضاً من دوافعه وأسبابه مع سرد لعدد من الأضرحة والمقامات الصوفية التي دمرها العدوان ومرتزقته التكفيريون في البلاد اليمنية على النحو التالي:-

أولا : استهداف النظام السعودي والوهابية للآثار الإسلامية  ليس جديداً.

يذكر التاريخ القريب أن آل سعود والوهابية حينما سيطروا على المدينة المنورة كان من أول ما قاموا به هو نسف وتدمير أضرحة وقباب الصحابة وأهل البيت عليهم السلام وأمهات المؤمنين في مقبرة البقيع وكان ذلك مرتين إحداهما في عام 1220هجرية، والأخرى في عام 1344هجرية، وقد أثار هذا العمل موجة غضب واحتجاجات في مختلف العالم الإسلامي في حين أن بعض الدول الإسلامية جعلت من يوم 8 شوال من كل عام يوماً لاستذكار جرائم النظام السعودي وهدمه لقبور الصحابة وأهل البيت عليهم السلام في البقيع حتى يومنا هذا .

وإن البلاد اليمنية لم تكن استثناء فقد حاول النظام السعودي جاهداً في طمس المعالم الإسلامية فيه بطريقة وبأخرى حيث قام بتصدير الفكر الوهابي إلى اليمن وركز على المناطق التي  يتواجد فيها الصوفية كمدن تعز وإب ولحج وعدن وحضرموت فقام ببناء معاهده ومراكزه الوهابية بجوار هجر العلم والأربطة والمقامات والمدارس الصوفية فاستهدف زبيد، وجبلة، والجند، والحوطة، والمكلا، وعدن، وغيرها وحاول بكل الأساليب استقطاب الشباب تحت دعوى تحفيظ القرآن تارة أو مساعدة المجتمع عبر جمعيات تارة أخرى ثم سمحت له السلطات آنذاك ببناء معاهد حكومية وبعدها تغلل في المدارس والجامعات الخاصة والعامة وبث سمومه الوهابية في مناهج اليمن التعليمية فشن حملات تضليلية ضد الصوفية ورموزها ومناهجها ومراكزها التاريخية واتهمهم بالشرك وعبادة القبور والذبح لغير الله ودعا إلى معاداتهم ومحاربتهم وتدمير المزارات والأضرحة التابعة لهم واستخدم في ذلك كل الوسائل فلا تكاد يمر وقت فريضة إلا وقام بعدها ناعق الوهابية يبث سموم الكراهية ويكفر ويبدع الطائفة الصوفية واستمر الحال لسنوات والمجتمع مغلوب على أمره لا يدري ما يحاك له ولا ما يدبر لأهله حتى جاء العدوان العسكري السعودي الأمريكي على اليمن فكان من أول المرحبين به والمنضوين في صفوفه هم أولئك الذين تخرجوا من المعاهد العلمية والمراكز الوهابية الذين رضعوا الحليب الوهابي صغاراً فشبوا على هوى نجدي ونفس طائفي فتنوي وظنوا أن ما لم يصلوا إليه عبر حربهم الفكرية سيصلون إليه في هذه الحرب العسكرية فبدأوا بتدمير الموروث الحضاري الصوفي المتمثل بأضرحة وقباب الأولياء والصالحين لينساها الأجيال وتغيبها الأيام ويصبح اليمنيون بلا قدوة.

وكان للسهل التهامي ولمحافظة تعز النصيب الأكبر من حيث عدد الأضرحة المستهدفة من قبل العدوان السعودي الأمريكي ولم يشفع لهذه المعالم أنها أماكن حضارية عتيقة خلدت تراثاً إسلامياً أصيلاً لنخبة من أعلام الأمة في التصوف الإسلامي والعلم العرفاني والسلوك المحمدي والإيمان اليماني، بل إن هؤلاء العلماء والصلحاء لم يشفع لهم عند خوارج العصر أنهم من خلاصة أهل السنة التي يتشدق الوهابية بأنهم أنصارها وأتباعها بل إنهم رموا أهل التصوف بالشرك والبدعة وعبادة غير الله وحرضوا على مقامات وقبور الصالحين وأغروا سفهائهم بتدميرها وهدمها ولا عجب أن يصدر مثل ذلك عن جماعة يؤلف أحد كبار كهنتها رسالة في جواز هدم قبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهو المدعو مقبل الوادعي في رسالته المطبوعة والمسماة (تأريخ القبة المبنية فوق قبر الرسول).

ويزيد الأمر جلاء حينما نرى النظام الوهابي قد أوغل في هدم المعالم الإسلامية والآثار النبوية في بلاد الحرمين مع إبقائه ومحافظته على الآثار اليهودية في خَيْبَر وغيرها فحصن مرحب له عند القوم ماليس لبيوت النبي صلى الله عليه وآله.

فلا حول ولا قوة إلا بالله

وإن في ذلك لعبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

ثانياً : أسماء عدد من مقامات وأضرحة الصالحين التي دمرها العدوان ومرتزقته

محافظة تعز :

1-تفجير مقام نبي الله شعيب -أغسطس 2015 م- مديرية صبر.

2-تفجير مقام ولي عبدالله الطفيل-أغسطس 2015م - منطقةثعبات ( المدينة ) .

3-هدم ضريح مسعود الرميمة  - 16/8/2015م - مديرية مشرعة وحدنان.

4- تحطيم ضريح الشيخ مدافع الخولاني -  25نوفمير 2015م- منطقة صينة (المدينة ) .

5- نبش وتدمير قبر ولي الله عبدالهادي السودي  الملقب بسلطان العاشقين-29 نوفمبر 2015م- حارة الشيخ عبدالهادي (المدينة القديمة )

6- نبش قبر العلامة عبدالله محمد الرميمة -2/12/2015 م -مديرية مشرعة وحدنان .

7-هدم الأضرحة الموجودة بقبة  المتوكل -22مايو 216م - المدينة القديمة .

8- تفجير مقام الشيخ عبدالصمد الهاشمي _ يوليو 2016م  بني عيسى – مديرية جبل حبشي.

9- قصف مسجد وضريح جمال الدين الجنيد في يوم الجمعة 22يوليو 2016م  ,ثم تفجيره في يوم الثلاثاء 26يوليو2016م  - منطقة الصراري  بمديرية صبر .

10-  تفجير ضريح الشيخ سلمان جوار جامعة تعز

11-- هدم مقام وضريح الشيخ / إبراهيم عقيل  آل باعلوي  مفتي محافظة تعز -في حبيل سلمان _ (المدينة جوار جامعة تعز )  .

12- نبش قبور آل المتوكل - بتاريخ 25/9/ 2016م (المدينة القديمة ).

13- تفجير ضريح الإمام حاتم الأهدل والشيخ عمر بن علي الشاذلي - بتاريخ 12 فبراير 2017 م- مديرية  المخا .

14- تفجير مقام وضريح العارف بالله علي بن احمد الرميمة - 31 مارس  2017م _  مديرية مشرعة وحدنان .

15- تفجير ضريح الشيخ / أبو إبراهيم السجاد -24أغسطس 2017م -بقرية الغراقي مديرية المخا .

16- قصف وتدمير ضريح الشيخ حسان بن سنان  بمنطقة الصراهم جبل حبشي حيث استهدف مرتين من قبل طيران العدوان .

محافظة حضرموت :

1-تفجير مقام الحبيب حمد بن صالح بن الشيخ أبي بكر بن سالم -28/6/2015 م -مدينة الشحر.

2-تفجير”قبة المحجوب”، و”قبة مسجد بازرعة” - 21-24 سبتمبر 2015م  - حي السلام – المكلا – وتضمان   عدد من الأضرحة أهمها /ضريح الشيخ عبدالله محفوظ الحداد ,ضريح السلطان القعيطي، أحد سلاطين الدولة القعيطية , ومقامات العلامة الحامد، والسيدة علوية بنت الشيخ أبي بكر، والعلامة أحمد بن محسن الهدار

3- تفجير قبة يعقوب بتاريخ 2 أكتوبر/ 2015 م – المكلا .

4- هدم قبة وضريح الشيخ الفقيه مزاحم بن أحمد باجابر - 29/10/2015م - بروم  _المكلا .

5- تفجير قبة ومقام الشيخ سعيد العطيشي -8/2/2016  الصداع –غيل باوزير .

5- تفجير قبة مسجد الحسين  -13/2/2016م -غيل باوزير.

6- تفجير قبة مسجد بن إسماعيل -14/2/ 2016-سمعون –الشحر.

7- تفجير قبتي الحبيب علي العطاس والحبيب هود -18 ابريل 2016 م- المكلا.

 

محافظة لحج :

1- تفجير قبة ولي الله سفيان بن عبدالله الأبيني -28/يناير / 2015م - مدينة الحوطة .

2- تفجير مرقد ومسجد الحبيب عمر بن علي السقاف الأثري-6 أغسطس/  2015م -تبن -الوهط.

3-هدم قبة الشيخ صلاح -أغسطس 2015م - لحج.

4-تفجير ضريح ولي الله حسن البحر -21 أغسطس/ 2015 م -تبن   .

5- هدم ضريح ومسجد (عبدالله بن علي السقاف)، ومسجد الحبيشي -28نوفمبر 2015م -الوهط _تبن.

 

عدن

1-تحطيم ضريح الإمام الحبيب محمد بن علوي الشاطري- 4 سبتمبر/ 2015م -المعلا .

 

 محافظة شبوة :

1- تفجير ضريح المغربي -3/12/2015 م -ميفعة .

 

محافظة الضالع :

1- تفجير مقام السيد حسن الهاشمي -8 مايو 2016م- الضبيات .

 

محافظة الحديدة :

2-تفجير مقام الشيخ أحمد الفاز ـ الساحل الغربي -التحيتا - شوال 1439 هجرية 

 

محافظة صنعاء

1- مسجد ومقام المحدث عبدالرزاق الصنعاني في مديرية سنحان بتاريخ  10 / 4 /   2015  م .

2- مسجد ومقام نبي الله شعيب في جبل النبي شعيب في صنعاء وهو غير مقام نبي الله شعيب الذي مر ذكرناه في محافظة تعز فهناك اكثر من مقام بهذا الاسم ولعل هذا الاسم مشترك بين كثير من الأنبياء عليهم السلام تيمنا باسم رسول الله شعيب عليه السلام وقبر هذا الأخير ليس في اليمن قطعاً.

وإلى هنا يقف حديثنا عن جرائم لا تنتهي بحق شعبنا وأمتنا وتراثنا وحضارتنا من قبل العدو السعودي الوهابي خادم الصهاينة والأمريكان وفِي ذلك حجة كافية للأمة كافة والصوفية خاصة على وجوب النهوض لمحاربة هذا العدوان الذي لا يستثني أحداً في هذا البلد فلا عذر لقاعد ولا حجة لمحايد فهاهم آباؤنا الصالحون يشاركوننا في هذه المعركة وتسقط قبابهم وتنبش قبورهم ولو كانوا فينا لتوجهوا إلى محاربة الغزاة ومقارعة الطغاة ذوداً عن حمى يمن الإيمان من كيد خوارج الزمان وقرن الشيطان وعبيد الصهاينة والأمريكان.

فمن أحب الصالحين فليدافع عنهم وعن موروثهم وعن ثقافتهم وإن مدعي الحياد مع قيام الشواهد لهو خاذل للصالحين من الآباء والأجداد ومضيع لحق الأجيال والأحفاد ومقر للطغاة على ظلمهم وفسادهم والله لا يحب الفساد.