مكر الله فوق مكر دول العدوان

نشر بتاريخ: أربعاء, 29/08/2018 - 8:23م
الكاتب: 

قال تعالى {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} وقال سبحانه {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا}

تكالب وتحشد بغاة ومجرمو الداخل الذين أجرموا وأفسدوا في اليمن طيلة عقود من الزمن ومعهم أكابر مجرمي الخارج من أمراء البترو دولار وأسيادهم من الأمريكان أئمة الكفر والطاغوت الذين أتو مساندين ومساعدين لسفلة الداخل بطائراتهم وبارجاتهم ودبابانهم ومدرعاتهم وخبرائهم واستخباراتهم وأقمارهم الصناعية وطائراتهم الاستطلاعية والتجسسية كل هذا العتاد والعدة وهذه القدرات والإمكانات وجهوها نحو اليمن أرضا ً وإنسانا ًبغية تركيعه واحتلاله وإعادته إلى ما قبل ثورة 21الواحد والعشرين من سبتمبر سعيا ًمنهم لإسكات صوت الحرية والكرامة ظانين أن يمن الإيمان صيد سهل المنال وشعب سلسل الترويض على الاحتلال وسيقبل بالهيمنة الأجنبية كما قبل الآخرون فأبرم الطغاة وخدامهم المحليون والإقليميون أمرهم ومكروا مكرهم وأعلنوا هدفهم ومخططهم المشؤوم ضد شعب مسلم مسالم بل ومنهك وجريح لم يعتد على أحد ولم يشكل خطرا أو تهديدا على إخوانه وجيرانه يوما ما إلا تلك التخوفات و التهديدات المتوهمة والمعشعشة في مخيلة النفعيين و المنافقين والرخيصين ومن في قلوبهم مرض الذين يحسبون كل صيحة عليهم و الذين يريدون أن يبقى أعراب الخليج  كفلاء وأوصياء وأسيادا مطاعين داخل الآراضي اليمنية يتحكمون في السياسة والاقتصاد والتربية والتعليم والأوقاف والدفاع والشؤون الداخلية والخارجية ثم يأتي أولئك البغاة المنافقون ليسموا هذه المؤامرة الخارجية والعدوان الأجنبي بالتحالف العربي الإسلامي تحالف عربي ضد من ؟وتحالف إسلامي ضد من ؟ ومتى وكيف صارت أمريكا وبريطانيا وفرنسا دولا عربية وإسلامية حتى تكون في هذا التحالف داعمة ومتحكمة وواضعة للخطط ومقدمة للعون الاستخباراتي واللوجستي؟

 يرى الجميع بأم أعينهم قيادات هذا التحالف الأعرابي الأمريكي وأدواتهم المحلية الرخيصة على شاشات التلفزة يتكلمون ويصرحون وبمقارنة بسيطة بين كلامهم وسياستهم وتوجهاتهم وكلام وتوجه الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين يكاد المتابع لا يجد فرقا أو تباينا و تباعدا في وجهات النظر والرؤى والمطالب والمصطلحات والعبارات بل يكاد التوجه في كل التوجهات والمسارات أن يكون متوافقا  ومنسجما في الأهداف والرؤى والقناعات وكفى بهذا التوافق والانسجام برهانا مدى السقوط الديني والإنساني والأخلاقي لمن يعتبرون أنفسهم حماة الدين وأمناء الوحي وخدام المقدسات وحملة العروبة ودعاة الإصلاح وورثة السلف الصالح ودعاة الحرية والتحرر وهم في خندق ومعسكر وجبهة واحدة و متحدة مع الإمبريالية الإمريكية والصهيونية اليهودية.

 الحقائق التي تجلت والوقائع التي وثقت مكر المستكبرين وكيد المنافقين ومخططات الأمريكيين والمتأمركين صارت متواترة وموثقة صوتا وصورة وتكفي {لمن كان له عقل أو ألقى السمع وهو شهيد }لإسقاط ذلك الكم الهائل من الزيف والزور والبهتان والعناوين المكشوفة والذرائع المفضوحة والمبررات السخيفة التي لا تنطلي إلا على الحمقى ولا يصدقها إلا المشكوك في عقليتهم وفطرتهم وفطنتهم وهويتهم الدينية ووعيهم الإسلامي. كل ذلك المكر والكيد والتآمر تلاشى وتبخر وكل تلك الأسلحة والمعدات تحولت إلى صيد جذاب وسجن عاجل للمرتزقة ومستنقع أتوا إليه مختارين ومجبرين استدراجا من الله بعد الإمهال لهم بعد كثر فسادهم وعم شرهم في الأرض فأراد الله أن يكون عذابهم وتأديبهم بأيدي أبناء يمن الإيمان أولي البأس الشديد وصدق الله القائل {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16).وأراد الله أن يتجلى بأسه وتنكيله الشديد بدول العدوان على  أيدي ثلة من المؤمنين فتجلى مكر الله بالغزاة وتجلت آيات في ميادين المواجهة ضد شذاذ الآفاق ومرتزقة العالم.

*إعلام المنافقين

قال تعالى عن سحرة فرعون قبل أن يتوبوا{سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيم} وقال أيضا في ذات السياق {قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ } وقال عن المنافقين { يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}

صنعت قوى العدوان ومعها أئمة الكفر وزمرة النفاق والعمالة والارتزاق صنعوا لهم طيلة عقود من الزمن أبواقا باسم الدين فبنت لهذه الأبواق مساجد الضرار وزودتهم بالمال لشراء العقول والذمم واستقطبتهم في دورات تأهيلية وبرامج علمية وعملية هدامة بإشراف غربي صهيوني بغية النجاح في عملية التدجين لهذا الشعب وهذه الأمة وتمرير سياسة الاستخفاف والاستحمار وبغية أن يمارس الحاكم وولي العهد ما يحلوا له وفتاوى التبرير والتمرير لولي العهد وولي العهد جاهزة عند الطلب وإلى جوار الأبواق الفتنوية والأدوات الوظيفية استقطبت واشترت قوى العدوان وزارات الإعلام والإعلاميين وقالت لهم ما قاله فرعون لسحرته { فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} وما أكثر المتقربين اليوم والمتزلفين لدى يزيدي العصر والذين لا يختلفون في طبعهم ومرضهم عن عمر بن سعد الذي طلب الزلفى عند عبيد الله بن زياد بقتل سبط النبي الحسين فقال في كربلاء: اشْهَدُوا لِي عِنْدِ الأَمِيرِ -يَعْنِي عُبَيْدَاللهِ بن زِيَادٍ لَعَنَهُ الله تَعَالَى وَإيَّاهُ-: أَنِّي أَوُّلُ مَنْ رَمَى.ولا زالت قوى العدوان تدعم وتمول كثيرا من أبواق المنابر وأبواق الإعلام ليقلبوا الحقائق ويسحروا أعين وعقول الناس ويصوروا الضحية جلادا ويجعلوا من المظلوم ظالما والمسالم معتديا والصالح فاسدا فحسنت تلك الأدوات الرخيصة القبيح لعوام للناس وصورت المظلوم ظالما والمتكبر متواضعا والسفيه حكيما والمنحرف مستقيما والمجرم فاعل خير ومحسنا والمحتل المعتصب للأرض والعرض منقذا ومخلصا مستحقا للشكر فاستطاعت تلك الأبواق المتدينة والمتأسلمة وتلك الأصوات الإعلامية المستأجرة أن تسحر الناس وتسترهبهم وتمرر سياسة الاستخفاف الفرعونية القديمة الجدية وتمكنت وسائل الاتصال والتواصل العربية والعالمية وتلك الأبواق الخطابية والوعظية والمنابر المرتبطة تاريخيا وتمويلا بالوهابية التكفيرية أن تخدع السذج والجهلة وأن تشتري وتستقطب من في قلوبهم مرض عبر تلك الفتاوى والبيانات الصادرة من بعض المؤسسات والكيانات والشخصيات العلمائية ففعلت فعلها في عقول الشباب وأثرت فيهم واستقطبتهم وحولتهم إلى قنابل موقوتة ووحوش مفترسة وسباع ضارية ضد أمتهم و أبناء وطنهم وجلدتهم وإخوانهم في الدين  وبدلا من أن توجه تلك الفتاوى والبيانات نحو وجهتها الصحيحة ونحو العدو الأشد خطر والأول عداوة المتمثل في أمريكا وإسرائيل وغيرهما من دول الطاغوت والعدوان إلا أنها وجهت ضد المسلمين أنفسهم على مستوى العراق وليبيا وسوريا واليمن والقائمة طويلة إلا أن استكبار المستكبرين ومكر المنافقين باء بالفشل ومكر الله كان فوق مكر دول العدوان وعزة الله كانت ولا زالت في صف المؤمنين وستبقى ما حافظوا على إيمانهم وكانوا أوفياء وصادقين مع دماء وتضحيات شهداءهم قال تعالى { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ}

 سقطت وتلاشت الهجمة الأمريكية الإمبريالية الصهيونية على اليمن من قبل أمريكا وأوليائها وعملائها من أعراب الخليج وعبيدهم وكانت كلمة الله وكلمة الحق وصرخة المستضعفين هي المدوية والمزلزلة وكان ولا زال البأس اليماني مقتبسا من بأس الله وعزة هذا الشعب مستمدة من عزة الله القائل { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}

 

 

*السنن الإلهية تستوجب القيام بالمسؤوليات

ظن أكابر المجرمين في الداخل والخارج أن أمريكا على كل شيئ قدير وأن المسارعة فيها والركون عليها سيحسم المعركة وأن مكرها ودهاءها وسياستها وقراراتها ستكون الأعلى فكانت سنن الله وتدابيره وعنايته وولايته فوق ولاية أمريكا وتدبيره فوق سياستها وساستها وكان المؤمنون الواعون المتحملون لمسؤولياتهم المتوكلون على ربهم المستعينون به هم الأعلون والمنافقون هم الأسفلون والأخسرون وما ظن أكابر مجرمي آل سعود أنهم سيغرقون في الوحل وأن الدم اليمني سيجرفهم إلى مزبلة التاريخ ويعصف بهم { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} وقال سبحانه { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} وقال سبحانه { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} هذه هي سنن الله الجارية والمتحركة بحركة الزمان المذلة لطاغون والماحية لكل طغيان فما على المؤمنين بالله إلا أن يكون عند مستوى المسؤولية وأن يستعينوا بالله ويتوكلوا عليه  فالعاقبة لهم كما وعد سبحانه قال تعالى { وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) وقال جل جلاله وصدق وعده { إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} فلا وهن أبدا ولا حزن ولا قلق ولا تنازلات ولا استسلام في قاموس المؤمنين بالله المصدقين بوعوده وأنه خير الماكرين بمن يمكرون ويكيدون بل ثبات حتى النصر أو الشهادة قال الله تعالى (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}وقال أيضا{ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. ومن كلام للإمام علي ( عليه السلام ) في ذات السياق  يصف أصحاب رسول الله وذلك يوم صفين حين أمر الناس بالصلح فقال: وَ لَقَدْ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) نَقْتُلُ آبَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَإِخْوَانَنَا وَأَعْمَامَنَا مَا يَزِيدُنَا ذَلِكَ إِلَّا إِيمَاناوَتَسْلِيما وَمُضِيّا عَلَى اللَّقَمِ وَصَبْرا عَلَى مَضَضِ الْأَلَمِ وَجِدّاً فِي جِهَادِ الْعَدُوِّ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا وَالْآخَرُ مِنْ عَدُوِّنَا يَتَصَاوَلَانِ تَصَاوُلَ الْفَحْلَيْنِ يَتَخَالَسَانِ أَنْفُسَهُمَا أَيُّهُمَا يَسْقِي صَاحِبَهُ كَأْسَ الْمَنُونِ فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا وَمَرَّةً لِعَدُوِّنَا مِنَّا فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ صِدْقَنَا أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْكَبْتَ وَأَنْزَلَ عَلَيْنَا النَّصْرَ حَتَّى اسْتَقَرَّ الْإِسْلَامُ مُلْقِيا جِرَانَهُ وَمُتَبَوِّئا أَوْطَانَهُ وَلَعَمْرِي لَوْ كُنَّا نَأْتِي مَا أَتَيْتُمْ مَا قَامَ لِلدِّينِ عَمُودٌ وَلَا اخْضَرَّ لِلْإِيمَانِ عُودٌ وَايْمُ اللَّهِ لَتَحْتَلِبُنَّهَا دَماوَلَتُتْبِعُنَّهَا نَدَما.

*ثمرة الصدق مع الله وفاعلية التولي للإمام علي

نفهم من النص العلوي السابق أن الصدق مع الله له علاقة بنصر الله وتأييده للمؤمنين والصدق مع الله يستلزم الثقة به والتوكل عليه والإخلاص له في النية والتحرك وكذلك الصدق مع الله يستلزم منا الصدق في التولي للرسول والإمام علي التولي الحقيقي والصادق الذي تتجلى حقيقته العملية بأن ندور مع الحق حيث دار وأن نقيم العدل كما أقام ونتمثل المثل والقيم قدر جهدنا وطاقتنا وأن نستعين على ذلك (بِوَرَع وَاجْتِهَاد، وَعِفَّة وَسَدَاد) كما أرشد هو والتولي له من قبل المؤمنين يقتضي أن نزداد إيمانا بالله وتصديقا به وتسليما وانقيادا لحكمة ومضيا على ذات الدرب الذي مضى عليه الإمام علي من قتال للأقربين أو الأبعدين إرضاء لله واستجابة له وأن نقاتل اليوم من قاتلهم الإمام علي بالأمس من الناكثين للعهود والمواثيق والاتفاقيات والتفاهمات والحوارات التي قدم فيها الوفد اليمني الحر الممثل للأحرار الكثير من التنازلات إلى حد الإجحاف كما أكد الرائد الذي لا يكذب أهله السيد القائد عبد الملك يحفظه الله ونقاتل كذلك المارقين من الدين المحسوبين عليه الذين شوهوه وتاجروا به وبغضوه إلى قلوب الناس بممارساتهم الشنيعة وسلوكياتهم المقززة نقاتلهم القتال الحيدري ما داموا على ما هم عليه من تكفير وتفجير وإجرام ووحشية وعدوانية وإفساد في الأرض وقتل للأبرياء نقاتلهم طاعة لله ولرسوله القائل في المارقين وما هم عليه من انحراف وضلال وحول وسقوط(يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ، لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا صَلَاتُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَا صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ، لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ» ، لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِينَ يُصِيبُونَهُمْ، مَا قُضِيَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَاتَّكَلُوا عَنِ الْعَمَلِ) رواه مسلم.وفي رواية المسند لأحمد(يَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يُسِيئُونَ الْأَعْمَالَ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ ..َيحْقِرُ أَحَدكُمْ عَمَلَهُ مِنْ عَمَلِهِمْ، يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ، فَإِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ، فَطُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ، وَطُوبَى لِمَنْ قَتَلُوهُ، كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قَطَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» فلنكن على ثقة تامة أن إرادة الله وعون الله ونصر الله لنا ومعنا ما دمنا لله ومع الله متولين له ولرسوله وللمؤمنين التولي العملي لا النظري والكلامي فحسب بمقدار ومستوى صدقنا مع الله وتولينا له ولرسوله وللمؤمنين وفي مقدمتهم الإمام علي سيكون العون الإلهي والتوفيق لنا واللطف في المكر للمؤمنين  والمكر الشديد من قبل الله بالمجرمين من دول العدوان وغيرها قال تعالى {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ}