إنقاذ المقدسات الإسلامية واجب ديني

نشر بتاريخ: خميس, 23/08/2018 - 10:30م

الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه المبين: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ والقائل: ﴿وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ صدق الله العلي العظيم.
وبعد ..
ليس هنالك من شك ولا ريب في حقيقة أن أهم مقدسات المسلمين أسيرة ومحتلة من قبل اليهود وأتباع اليهود آل سعود قرن من الزمان والمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف تحت سيطرة آل سعود التي مهدت فيما بعد لسيطرة اليهود على المسجد الأقصى ومذ نشأت وشجعت ودعمت بريطانيا الحركة الوهابية وأسست لها المملكة السعودية ضمن خطة بعيدة المدى طويلة الأمد تهدف إلى تعطيل هذه المقدسات من وظائفها والحيلولة بين المسلمين وبين الشعائر الإسلامية التي توقظ الأمة من سباتها العميق.
ومنذ قرن من الزمان والحرمان الشريفان مستلبان، والحج مفرغ من مضمونه الحقيقي المتمثل في توحيد الأمة الإسلامية وتحديد موقفها من أعداءها، بل جُعلا كمنبر ووسيلة لإشعال الفتن وإذكاء الفرقة والاختلاف بين أبناء الأمة، ونظام آل سعود يسيطر ويتحكم بالحرمين الشريفين ويسخر شعائر الله لخدمة أهدافه وأجنداته الخبيثة وموالاته لليهود الذين هم أشد عداوة للمؤمنين، يفرقون بين المسلمين من المكان الذي ينبغي أن يوحدهم ويؤلف بين قلوبهم، يظلمون ويمنعون مساجد الله أن يذكر فيها اسمه كما أراد الله ويسعون في خرابها ويصدون عن المسجد الحرام ويوظفونه التوظيف السيء بما يصب في تحقيق مصالح وأهداف اليهود والنصارى ويفرضون سياساتهم المنحرفة عن منهج الله خدمة لأعداء الأمة من دول الاستكبار ويستغلون مواسم الحج في كل ما يفرق بين المسلمين ويمنعهم من مقاومة قوى الطاغوت والهيمنة والاستكبار العالمي التي تستولي على ثروات الأمة ومقدراتها.
إن نظام آل سعود هو المصدر والمصدر لكل الفتن الطائفية والمذهبية والعنصرية في الأمة العربية والإسلامية وهو السبب في إهلاك الحرث والنسل والإفساد في الأرض.
وهو ذاته الذي استجلب القواعد العسكرية الأمريكية لاستعباد الأمة وإذلالها وهو الذي استضاف «ترامب» تلك الاستضافة التي كلفت الأمة أكثر من نصف ترليون دولار على حساب أكبادٍ حراء وبطون جوعى في شرق البلاد الإسلامية وغربها وعلى حساب القرآن والدين إمعاناً منه في طلب ودِّ اليهود والنصارى ومسارعةً فيهم، وصدق الله القائل: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾.
لقد قتل هذا النظام العميل الآلاف المؤلفة من حجاج بيت الله الحرام، وأفرغ موسم الحج من غايته العظمى وأهدافه السامية، ومنع البراءة من أعداء الله يوم الحج الأكبر قال تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ﴾ وأعلن وأوغل في تكفير وتفسيق وتبديع المسلمين، وأنشأ وفرخ ومول ورعى كل جماعات الإرهاب المتوحشة والموغلة في القتل والذبح وارتكاب الجرائم التي يندى لها الجبين ابتداءً من دعاتهم المؤسسين لدولتهم على دماء عشرات الآلاف من المسلمين مروراً بالقاعدة وداعش والنصرة وبوكوحرام، وسخر أموال الأمة لإفسادها أخلاقياً ، وكان ولا زال منفذاً لمخططات ومشاريع الاستكبار العالمي، راهناً مصير وقرار ومستقبل وثروات وخيرات الأمة الإسلامية بيد أعدائها، وتحالف مع كل شذاذ الآفاق وفي مقدمتهم اليهود والنصارى لطمس الإسلام الأصيل والمحمدي وتدمير وتفتيت الإسلام والمسلمين، وقتل وشرد مئات الآلاف من أبناء الأمة الإسلامية ودمر مقدراتهم في اليمن، وليبيا، والعراق، وسوريا، ولبنان، وأفغانستان، وقبلها إيران، وهدم الآثار الإسلامية في شتى بقاع العالم الإسلامي وحافظ على آثار اليهود، وطمس معالم التأريخ الإسلامي وشوه الإسلام واستبدل الإسلام المحمدي الأصيل بإسلام تكفيري تدميري إرهابي دخيل جعل القلوب السليمة تنفر من كل ما يمت إلى الدين بصلة، وحارب ولا زال كل حركات المقاومة الإسلامية للطغاة والمستكبرين خدمة للصهاينة واستجلب المستعمرين وأنشأ لهم القواعد العسكرية وسخر لهم ثروات وخيرات وموارد الأمة الإسلامية، وهدم كل قواعد ومحكمات أسس الدين الحنيف وثوابت المسلمين المسلمين ووقف حجر عثرة تجاه كل دعوة إصلاحية أو حركة تصحيحية، ومثل أبشع صور الظلم والهيمنة والاستبداد وكان وما زال وسيظل تابعاً وعبداً لكل القوى الاستكبارية والأنظمة الاستعمارية العالمية في المنطقة الإسلامية لسلب قرار الأمة ونهب خيراتها وإخضاعها وإذلالها.
وبالتالي فلا خلاص للأمة الإسلامية والعربية إلا بأن تجتمع كلمتها وتتفق نخبها وتصدع بكلمة الحق وتعلنها صراحةً للشعوب بأن لا خلاص للأمة ولا تحرير لمقدساتها إلا باقتلاع جذور هذا النظام العميل ومن يدور في فلكه من أمراء العمالة وملوك العهر والفساد، ومن يبرر له من علماء السوء.
إن جهاد هؤلاء الطغاة لهو أولى من حج وزيارة بيت الله الحرام.
أضحى مبارك، وجهاد مبرور، وكفاح مشكور، وكل عام وأنتم بخير.

الدلالات: