جهاد وحيد الأسرة

السؤال

ماحكم ذهاب وحيد الأسرة للقتال في الجبهة تاركاً أسرته معتقداً بأن الله لن يضيعهم ؟ وكيف يكون جهاد وحيد الأسرة ؟

الإجابة: 

الجواب وبالله التوفيق...

بطبيعة الحال فإن الله تعالى لا يضيع أحداً فهو الرازق والكافي والمعطي والكافل وهو على كل شيء قدير وبالتالي لا يتوقف رزق بعض الناس على بعض ولا استقامة أمرهم على بعض فالمدبر والمقدر والمصلح للشأن كله هو الله وهو الذي ييسر بعض الناس لبعض ويسخر بعضهم لبعض ويلين قلوب الجبابرة لأضعف خلقه وعلى كل فالجهاد طاعة لله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وطاعة الوالدين وقضاء حوائجهما وإدخال السرور عليهما أيضاً طاعة لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم غير أن الظروف وطبيعة الحال هي التي تقرر متى يقدم أحدهما على الآخر فقد تقتضي الظروف النفير العام ويصبح الجهاد فرض عين على كل مسلم إذا داهم العدو بلاد المسلمين وأصبح من الضرورة رفد جبهات القتال بالمجاهدين لدفع الضرر المحدق والعدو الصائل ولو بقي كل واحد في بيته بحجة أنه وحيد أسرة لتمكن العدو من الجميع ودفع الضرر واجب قطعاً على الفرد والجماعة وقد لا تصل الأمور إلى هذا الحد ويُكتفى ببعض المجاهدين لسد بعض الثغرات ورفد بعض الجبهات دون الحاجة إلى النفير العام وهذا ما عُلِم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع غزواته فلقد كان يقول ((لينبعث من كل رجلين أحدهما )).
وقال عليه الصلاة والسلام (( من جهز غازياً فقد غزا )) وهذا الأمر كله في الغزو أما إذا داهم العدو واقتضت الضرورة إلى النفير العام فلابد من الإجابة وعدم التخاذل والتكاسل قال تعالى
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ} وقد يتضيق الأمر على بعض دون بعض وذلك إذا كان وحيد الأسرة هذا ذا خبرة ودراية بالسلاح والتعامل معه أو بإدارة الحرب وشؤونها والأمر متوقف عليه وفي مثل هذه الحال يجب عليه الإجابة ويحرم على أسرته اعتراضه ومنعه من ذلك إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق حينئذ وقد لا تقتضي الأمور ذلك فيتوجب على وحيد الأسرة البقاء مع أسرته لقضاء حوائجها والقيام عليها وهذا ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو من هو لا شك في كون رايته راية هدى والجهاد معه من أفضل أنواع الجهاد وهو المؤيد بالآيات التي تتنزل عليه ومع ذلك قال للرجل وقد أراد الخروج معه (ألك والدان؟؟) قال : نعم ، قال: (ففيهما فجاهد) وعلى كل حال فلا بد أولاً من معرفة الجهاد ماهو؟ .. ولماذا؟.. ومع من؟.. وضد من؟.. وشرط الإخلاص فيه والتسليم لأمر القيادة وبإمكان من هذا شأنه أن يجمع بين الأمرين أمر جهاد العدو وطاعة الوالدين وذلك في الجبهات الداخلية إذ ما من حرب إلا ولها عدة جبهات سواء الجبهات الأمامية في مواجهة العدو الخارجي أو الجبهات الداخلية في مواجهة العدو من الداخل والمحافظة على أمن البلد واستقراره وتثبيت السكينة والطمأنينة بين أفراد المجتمع والحاجة ماسة في كل الأحوال للمجاهدين والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل..