المغالاة في المهور

القسم: 
السؤال

ما حكم المغالاة في المهور مما يسبب إلى يأس الشباب من الزواج وعنوسة الكثير من الفتيات، وبالتالي انتشار الفساد في الأرض؟ 

الإجابة: 

صحيح أن الإسلام لم يحدد للمهر مبلغاً معيناً ؛ من أجل أن لا يكون هناك نوع من التعسف، لكنه رغب في الزواج، ودعا إليه ؛ محاربة للزنا وغيره من العلاقات المشبوهة التي تُفضي إلى الجريمة ، وقد دعانا الإسلام إلى مبدأ اليسر " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" وتيسير الزواج والمهور مما دعا إليه الإسلام في العلاقات الاجتماعية ، كما دعانا أن لا نخضع للعادات السيئة في هذا المجال ؛ لما فيها من أضرار ، وتؤدي إلى مآلات سيئة وخطيرة ومنها: العنوسة وانتشار الجريمة والعلاقات المشبوهة وغيرها ، وعلماء الأمة والمؤسسات الاجتماعية والمنظمات المدنية والجمعيات الخيرية والجهات ذات الاختصاص في الحكومات يجب على الجميع أن يقرأ حالة وواقع الشباب ذكوراً وإناثاً ، وما هي مشكلاتهم الاجتماعية التي تقف سداً منيعاً أمام الزواج ، وما هي أسباب غلاء المهور، وكيفية المعالجة الاجتماعية والرسمية والأسرية ، وأرى أن من وسائل المعالجة للمغالاة في المهور النظر إلى سلوك ومنهجية صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد أعطانا نماذج في هذا المجال فقد كان يزوج بعض الصحابة بمنافع بسيطة كتعليم شيء من القرآن الكريم ؛ من أجل أن يوجد جيلاً متعلماً ومرتبطاً بمنهج الإسلام ، وكتزويجه لسيدنا علي عليه السلام بسيدتنا فاطمة سيدة نساء العالمين في الدنيا والآخرة عليها السلام ، وقد كان المهر ونفقات الزواج بسيطة ، ولا بد أن يرجع المسلمون إلى المنهج النبوي في هذا الأمر وغيره .
إن المغالاة بالمهور مشكلة من مشاكل الزواج وكل يوم نجد تعقيدات ، ونحتاج إلى توعية مجتمعية بخطورة المآلات في هذا الأمر ، نشترك جميعاً فيها لا سيما الإعلام ؛ كي يدرك المجتمع سلبيات المغالاة وإيجابيات التواضع في هذا الأمر، ومن أسباب المغالاة ما يرجع فيها إلى الشباب أنفسهم، حيث يستهينون ويمتهنون المرأة ذات المهر المتواضع . والله أعلم